تصريح للسيد محمد صوان رئيس الحزب الديمقراطي
إن ما يجري الآن رغم كل الظروف الصعبة والاستقطاب الحاد والمخاوف المتبادلة والناجمة عن مراحل الصراعات السابقة العنيفة؛ إلا أنه يمثل هذه المرة محاولةً لاستعادة الليبيين زمام المبادرة السياسيّة والتأسيس للشرعية الصحيحة النابعة من الليبيين؛ فهم المصدر الأساسي للشرعيّة مهما كانت هشاشة المشهد الليبي، الشرعية التي كانت تُستمد من الاعتراف الدولي ابتداء من 2014.
المجتمع الدولي علاوة على أنه مشغول بقضايا أكبر، لكن البعثة الأممية والدول المعنية في حالة ترقب وانتظار لدعم أي خطوة في هذا الاتجاه.
أدعو جميع أطراف الخلاف سواء سياسيين أو إعلاميين أو نشطاء ونخب سياسية إلى تفهّم مخاوف بعضهم البعض المشروعة والناجمة عن حالات الصراع العنيفة السابقة، وإلى التخفيف من حدة الخطاب والاتهامات المتبادلة والتحلي بالموضوعية والاعتراف بأن هناك تجربةً مريرةً يجب الاستفادة من دروسها، ورغبةً من الليبيين لتجاوز مراراتها. يتزامن مع ذلك المتغيرات الحقيقية محليا وإقليميا ودوليا، وقبلها هناك ضرورة ملحة تهدد الوطن في حال استمرار الوضع الراهن المنقسم، لابد من تغليب المصلحة الوطنية في هذه المرحلة الحساسة، والنظر إلى المستقبل ولو بحذر حتى تتعزز الثقة بين الليبيين تدريجيا فلا يوجد أمامنا خيار بلا عيوب وبلا مخاوف.